كتبت: د.م/هبة الرحمن أحمد
المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء-مصر
ملخص البحث
بدأت مصر برنامجها النووي كضرورة حتمية
لوضعها الاستراتيجي وذلك لمواكبة التطور الصناعي والحاجة المضطردة لتوفير مصادر
للطاقة. عند الحديث عن الطاقة النووية ينبغي علينا الحديث عن مخاطر الإشعاع
وأسبابها وما ينتج عنها من آثار ومن هنا كان هذا البحث الذي يتناول تعريف التلوث الإشعاعي
وميكانيكية حدوثه وأسبابه وأثاره المبكرة والمتأخرة. ثم يتعرض البحث للحرائق في
المنشآت العاملة في مجال الإشعاع ثم يتعرض البحث لتصنيف حوادث المواد المشعة ويخص
بالذكر حوادث الحرائق في المناطق المعرضة للإشعاع. وكيفية التعامل معها في حالة
حدوث تسرب أشعاعي وفي حالة كونها بعيدة عن مصادر التلوث. ثم يضع البحث تصورا عاما
لخطة الطوارئ المقترحة للتعامل مع التسرب الإشعاعي عامة والتسرب الناتج عن الحرائق
خاصة وأهم الخطوات الواجب إتباعها عند تنفيذ خطة الطوارئ. كما يتناول البحث دراسة
ميدانية عن أحد المختبرات البحثية المتعلقة بالقياسات الإشعاعية ومدي توفر عناصر
السلامة والأمان ومدي إلمام العاملين بخطط الطوارئ ومخاطر الإشعاع. ثم ينتهي البحث بوضع التوصيات العامة لأعداد خطط
الطوارئ المستخدمة للتعامل مع المخاطر الإشعاعية.
مقدمة
منذ اكتشاف الأشعة،لاحظ
الإنسان قدرتها على اختراق الأجسام المختلفة وإعطاء صور داخلية لجسم الإنسان
وتركيبات المعادن والتي لم يكن قادراً على رأيتها بالعين المجردة، ولجهل الإنسان
بمخاطر هذه الأشعة فقد أساء استخدامها، وأدى ذلك الاستخدام العشوائي إلى حوادث
محزنة، حيث أصيب الكثير من مستخدمي الأشعة الأوائل بالسرطان، وكانت هذه الحوادث
نتيجة حتمية لجهل هذا الرعيل الأول من الأطباء والعلماء بمخاطر ما يتعاملون معه من
أشعة وعدم فهمها الفهم الدقيق. وبجهود هذا الرعيل الأول من العلماء، نعلم الآن
الكثير من خواص هذه الأشعة وأنواعها ومخاطرها وأساليب التعامل معها. فنعلم الآن أن
هناك أربعة أنواع رئيسية من الأشعة المؤينة: ألفا وبيتا وجاما والنيترونات. جميع هذه الأشعة لا يمكن إحساسها بحواسنا الخمس.
ولكن يمكن التعرف عليها وأنواعها باستخدام أجهزة كشف خاصة تسمى بالكواشف
الإشعاعية.[1]
التلوث الإشعاعي
ويشمل أنواع الأشعة المنبعثة أو المتواجدة في الجو في الحالات العادية
(السلم) أو في الحروب والكوارث الإشعاعية المختلفة، ويقصد بالتلوث الإشعاعي انبعاث
الأشعة بمختلف أنواعها كجسيمات ألفا وبيتا وجاما والنترونات والغبار الذري، وهي
تنجم عن استخدام منشآت محطات الطاقة النووية أو نشوب هجوم أو انفجار أو تسرب نووي
أو تجارب نووية، حيث ترتبط درجة تأثيرها على الإنسان والبيئة بحجم التدمير ومساحة
المنطقة المتأثرة المنكوبة وعدد الإصابات وحجم المكان الملوث إشعاعياً، كما أن
الحرارة الشديدة والضغط الهائل والرياح الهوجاء الناتجة عن الأسلحة النووية لها
قوة تدمير هائلة مقارنة مع الأسلحة التقليدية؛ ومن أهم هذه الأسلحة القنبلة الذرية
– الانشطارية والقنبلة النيترونية – الهيدروجينية والقنبلة الكوبالتية والصواريخ
ذات الرؤوس النووية بعيدة المدى وعابرة القارات، أو الصواريخ التكتيكية قريبة
المدى. ويحدث التسرب الإشعاعي من خلال الحوادث التي تحدث في المفاعلات
النووية أو بسبب التجارب النووية في البحار أو من النفايات المشعة التي تتسرب من خزانات الصواريخ والمركبات
والأقمار الصناعية التي تصل إلى الأرض
ملوثةً الهواء والماء على حد سواء مما أدى إلى ارتفاع نسبة المواد المشعة ؛كما أن نظائر
العناصر المشعة التي تستعمل في الصناعة والزراعة والغبار الذري الذي ينتج إثناء الانفجارات النووية مما يؤدي إلى تلوث المياه
بالإشعاع تاركاً وراءه تأثيرات
خطيرة على الكائنات الحية حيث تتراكم هذه الإشعاعات في أجسامها مما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.[2], [3]
كذلك تقف عدة مصادر وراء التلوث الإشعاعي في البحر. فتجارب الأسلحة النووية ساهمت تاريخيا بذلك. كما تؤدي
عمليات التشغيل العادية لمحطات الطاقة
النووية إلى تلويث البحر. ولكن الحيز الأكبر من التلوث المشع
في المحيطات
ينتج من مصانع معالجة الوقود النووي كمصنعي "لا هاغ" في فرنسا و"سيلافيلد" في بريطانيا. وأدت هذه النفايات إلى
انتشار التلوث المشع في مناطق شاسعة تقطنها مختلف الأنواع
البحرية، حيث أن المواد المشعة التي يتم البحث عنها
لإعادة
معالجتها يمكن اكتشافها في الطحالب البحرية الممتدة إلى "ساحل غرينلاند الغربي" وبطول ساحل النرويج[5], [4]. قد تنطوي المخلفات الكيميائية الصناعية
في المحيط على عدد هائل من المواد المختلفة، ويعتقد أن هذه المخلفات الكيميائية
وما قد تحتويه من مواد مشعة مسئولة عن القصور التناسلي لدى بعض مجموعات الدببة القطبية.[6]
ميكانيكية التلوث بالإشعاع
للإشعاع المتأين تأثيرا بيولوجيا على الكائنات؛ حيث
أن امتصاص كميات كبيره من الإشعاع المتأين يضر بالعمليات الحيوية لأن هذا الإشعاع يحتوي على
موجات كهرومغناطيسية من أشعة ألفا والأشعة السينية فيؤثر على الجزيئات المركبة للمكونات الوظيفية والتركيبية لخلايا الكائنات
الحية.كما أن تناول الأغذية التي تلوثت بالإشعاع يؤدي أيضا إلى تشكيل خطر كبير على صحة الإنسان
كما أن إجراء التجارب النووية في البحار أدت إلى ارتفاع كمية المواد المشعة في أجسام الكائنات البحرية التي تعيش
فيها.[7], [8]
أهم المصادر الصناعية في التلوث الإشعاعي
· تساقط الغبار الذري تجرى التفجيرات النووية
في الجو أو في البحار أو تحت
سطح الأرض حيث يؤدي ذلك إلى سقوط الغبار الذري بناءاً على حجم وثقل جزيئاته ويعتبر الغبار
الذري من أهم مصادر تلوث البيئة
بشكل
عام بالمواد المشعة ويفوق كثيرا مصادر التلوث الأخرى
· المفاعلات الذرية ويستخدم لتبريد المفاعلات النووية
كميات هائلة من المياه ؛تلقى بعد
ذلك
في الأنهار التي غالبا ما تصب مياهها في البحار أو في البحار مباشرة محملة بهذه المواد المشعة ؛أو قد
يتسرب الماء نتيجة لأعطال دائرة التبريد ويخرج الماء حاملا كثيرا من هذه المواد المشعة. وهي تسبب
تلوثً حرارياً للماء مما يؤثر تأثيراً ضاراً على البيئة وعلى حياتها ، مع احتمال
حدوث تلوث إشعاعي لأجيال لاحقة من الإنسان وبقية الكائنات.[9],[10]
·
النفايات النووية وهي النفايات المتخلفة بعد استخدام النظائر المشعة وكذلك عن المفاعلات النووية
الآثار الناتجة عن التلوث الإشعاعي
نتيجة لوصول التلوث إلى الإنسان فأن ذلك يؤدي إلى عدة أمراض منها مبكرة ومنها متأخرة حسب الجرعة المتناولة
أولا الآثار المبكرة
نتيجة لوصول التلوث إلى الإنسان فأن ذلك يؤدي إلى عدة أمراض منها مبكرة ومنها متأخرة حسب الجرعة المتناولة
أولا الآثار المبكرة
المرض الإشعاعي
Radiation sickness واهم أعراضه الشعور بالغثيان وحدوث التقيؤ ويحدث عادة بعد عدة
ساعات من التعرض لها إلي جانب نقص كريات الدم البيضاء والالتهابات
المعوية.
ثانيا الآثار المتأخرة
1-الإصابة بالسرطان -2إعتام عدسة العين 3--قصر العمر
ثالثا الآثار الوراثية
ثالثا الآثار الوراثية
وتنتج عن تلف في الخلايا التناسلية ويؤدي هذا التلف إلى مجموعة
تغيرات تسمى بالطفرات "Genetic
mutation"
تصنيف حوادث المواد المشعة يمكن تصنيف حوادث المواد المشعة إلى:-
1.حوادث تسرب أو انسكاب لبعض المواد المشعة:
وعادة ما يتم التعامل مع هذه الحوادث بواسطة العاملين دون الحاجة لتدخل رجال
الدفاع المدني، حيث يتم تحديد المنطقة الملوثة وتطهيرها.
2.حوادث
متطورة: وهي حوادث خارجة عن السيطرة وتتطلب
التدخل المباشر لرجال الدفاع المدني. الحوادث لا تكون في الأساس حوادث مواد مشعة
وإنما تدخل المواد المشعة كطرف مساهم وأساسي في أسلوب التعامل مع الحادث الأساسي.
وتكون هذه الحوادث في العادة، إما حوادث حريق يمكن أن يصل إلى الأقسام التي تتعامل
مع الأشعة، أو أن تكون كارثة قدرية تؤدي إلى انهيار أو تهدم بمباني الأقسام التي
تتعامل مع المواد المشعة. ويمكن لهذه الحوادث أن تؤدي إلى تفكك أو ذوبان دروع
المواد المشعة وبالتالي تعرض رجال الدفاع المدني المتعاملين مع الحادث (وربما
المواطنين القريبين من موقع الحادث) للإشعاع المنبعث من هذه المصادر. [11]
هذه الحوادث لا يمكن التعامل معها كحادث روتيني وإنما يجب أخذ
وجود المواد المشعة في الحسبان عند إعداد خطط لمواجهتها. وفيما يلي سوف نتناول
الأسس الواجب إتباعها عند التعامل مع هذه الحوادث.
حوادث المواد المشعة
المصاحبة لحوادث الحريق
عند تلقي بلاغ عن حادث
حريق في مفاعل نووي ما أو في مؤسسة تستخدم الإشعاع كالمؤسسات البحثية والمختبرات
والمستشفيات، فإن على متلقي البلاغ التأكد من مكان الحريق وإمكانية تواجد مواد
مشعة بموقع الحريق، وتمرير هذه المعلومة لمن يباشر الحادث. على العاملين بغرفة
العمليات التأكد من تواجد مسئول الحماية الإشعاعية بموقع الحريق وإن يكون الساعد
الأيمن والمستشار لقائد فريق الإطفاء. ويجب ملاحظة أن مسئول الحماية من الإشعاع هو
أهم شخص يجب التنسيق معه في أمور المواد المشعة وأماكن تواجدها وكمياتها ومخاطرها.
ومن الجدير بالذكر أن أنظمة التعامل مع المواد المشعة تتطلب أن يكون لدى كل منشأة
تتعامل مع الأشعة والمواد المشعة مسئول حماية من الإشعاع. حوادث المواد المشعة في
مجملها قليلة ونادرة ولكن يمكن أن تحدث في أي وقت وعند وصول فريق الإطفاء إلى موقع
الحريق أولا يجب التأكد من إمكانية تواجد مواد مشعة بموقع الحريق وكمياتها
المحتملة.[12], [13]
وتلعب
عملية تحليل المخاطر المسبقة للحادث دورا مهما وأساسياً في إعطاء معلومات دقيقة عن
أماكن تواجد المواد المشعة وكمياتها علي النحو التالي:-
1. يجب التأكد من
تواجد مسئول الحماية الإشعاعية بموقع الحادث
2. التأكد من صحة
ما لدى الدفاع المدني من معلومات عن أماكن تواجد المواد المشعة وكمياتها.
3. التنسيق مع مسئول
الحماية الإشعاعية في كيفية التعامل مع الحادث.
4. إذا وجد أن الحريق لم يصل بعد إلى أماكن تواجد المواد المشعة،
فيجب تقدير الموقف ودراسة احتمال انتشار الحريق إلى أماكن تواجد المواد المشعة.
فإذا كان هذا الاحتمال واردا، فيجب محاولة منع ذلك بكل الوسائل الممكنة.
5. يجب محاولة إخلاء المصادر المشعة إلى مناطق آمنة (خاصة إذا كان
هناك احتمال لذوبان حاويات هذه المواد) وذلك بالتنسيق مع مسئول الحماية.
أولا حريق بعيد عن مصادر المواد المشعة تجدر
الإشارة إلى أن هناك بعض المصادر الكبيرة في الحجم والشدة الإشعاعية قد يستحيل
إخلائها، إلا أن دروع هذه المواد وغرف تواجدها عادة ما تصمم من مواد مقاومة للحريق
ويجب الاهتمام بإخماد الحريق قبل وصوله لهذه المصادر. أما إذا لم يكن هناك احتمال
لوصول الحريق إلى أماكن تواجد المواد المشعة، فيتعامل مع الحادث كحادث حريق عادي
مع مراقبة الموقف بحذر، حيث يمكن أن يتطور الوضع في أي لحظة
ثانيا حريق في أماكن تواجد المواد المشعة إذا
وجد أن الحريق قد وصل إلى أماكن تواجد المواد المشعة، فيجب على رجال الإطفاء
ارتداء الملابس الواقية والكمامات ومسح المنطقة بالقرب من الحريق إشعاعياً، وذلك
بهدف التأكد من وجود (أو عدم وجود) تسرب إشعاعي نتيجة ذوبان حاويات المواد المشعة.
فإذا لم يوجد أي تسرب إشعاع، فيباشر إطفاء الحريق بسرعة مع تجنب استخدام الماء
واستخدام الطرق الجافة ما أمكن مع استمرار عملية الرصد الإشعاعي، حيث يمكن لحاويات
ودروع المواد المشعة أن تبدأ بالذوبان في أي وقت.
ثالثا حدوث تسرب
أشعاعي وإذا
وجد أي تسرب إشعاعي يتم إتباع التعليمات الآتية:-
1. يجب توزيع فريق الإطفاء والتناوب في أداء العمل بحيث لا يتعرض
فرد أو مجموعة أفراد الجرعات عالية ( أعلى من 0.025 SV لكل الجسم أو 1 SV لليدين) ، مع ملاحظة أن الجرعة الإشعاعية تتناسب طردياً مع الزمن.
2. يجب عدم التهاون والتعرض لجرعات إشعاعية عالية، حيث لا يمكن
للمتعرض للإشعاع، وأن تعرض لجرعات عالية، الإحساس بشيء لحظة التعرض ولكن تأثير هذا
التعرض يمكن أن يظهر بعد ساعات من التعرض (في حالة التعرض لجرعات عالية جداً أو أن
يكون التأثير تأثيرا متأخرا) كما يجب ارتداء الملابس الواقية والكمامات وتجنب
استخدام الماء واستخدام الطرق الجافة. [16],[7]
3. يجب محاولة
إخلاء ما يمكن إخلائه من المصادر المشعة.
4. بعد إخماد
الحريق يجب تطهير المكان وذلك بالتعاون مع المختصين.
5. يجب إجراء فحص طبي عاجل لكل من تعرض للإشعاع من رجال الإطفاء
وغيرهم، خاصة إذا كان هناك احتمال للتعرض لجرعات عالية.
العناصر الأساسية في خطط الطوارئ لمكافحة التسرب الإشعاعي
ويجب أن تكون خطة
الطوارئ واضحة وموجزة ومرنة وتشمل التنظيمات العامة ومراجعة وتحديث لها مع تحديد
لإدارة الطوارئ ووسائل إدارتها. أما الإجراءات فتشمل التعاريف وأوضاع القوات
المتيسرة ونوع التدخل ومنطقة الاستخدام والتنظيمات والموارد البشرية والموارد
المتيسرة والتداخل بالإنذار المسبق ووسائل الإنقاذ.[15] شكل (1) يوضح خطة
الطوارئ المقترحة في حالة حدوث تسرب أشعاعي
شكل (1) خطة الطوارئ المقترحة في حالة حدوث تسرب أشعاعي
فقبل الشروع في وضع خطة لمكافحة التسرب الإشعاعي علينا تقدير
العناصر الأساسية التالية:-
1. مدي
الاستعداد لمواجهتها
2. وجود خطط
محددة وواضحة للمواجهة
3. أماكن تواجد
المواد المشعة وكمياتها
4. عدد
المسئولين عن الحماية من الإشعاع ومدي تدريبهم
5. كيفية تحديد
التدريب الكافي لمسئول الحماية الإشعاعي
التخطيط الفعال للطوارئ
A. تحليل
الأخطار Hazard Analysis
وذلك بتحديد الأخطار ويتم الحصول عليه من مستخدم المواد الخطرة
وتحليلها بواسطة المنظمات المتخصصة للصحة والبيئة والأمن(هيئة الطاقة الذرية-الأمان
النووي والرقابة الإشعاعية-الدفاع المدني). وليس فقط المخاطر واحتمالاتها وإنما
سيناريوهات تعكس النظام النظري لحدوثها. فعلى سبيل المثال في حاله المواد المشعة
يتم تحليل الأخطار في أسوا الاحتمالات ويجب أن توضح التسرب كجم / دقيقة وزمن بقاء
التسرب بالدقيقة وكميه المادة المشعة بالطن
.[9], [10] وبتوفر هذه المعلومات فأنه من الممكن تحديد المناطق الرئيسية التي
تتأثر مع تدقيق المعلومات طبقا لظروف الطقس والطبوغرافيا وكثافة السكان وغيرها. [3]
B.
الهدف Goals & Objectives
بعد تحليل الأخطار يتم تحديد الهدف من الخطة ويفترض حدوث أسوا
الاحتمالات. ويجب أن يكون الهدف مرنا وفوق كل هذا يمكن الوصول إليه وان يكون
الهدف واضح وكذا طريقة تحقيقه.
C.
التنفيذ Execution:
· تحديد المصادر المتيسرة.
· التنظيمات والترتيبات العملية لتحقيق الإجراءات الفعالة
لمواجهة الأخطار والمخاطر.
· الإدارة والسيطرة.
· جداول الاختبار والفحص والمسح الشامل لمنطقة حدوث الخطر.
D. الاتصالات
والانتقالات Communication and logistics
من الأمور الرئيسية لتحقيق الهدف إيضاح طرق الاتصال وانتقال
القوات والوسائل المتيسرة للمواجهة.
E. صلاحية الخطة
القائمة والتدريب عليها وإصلاحهاPlane validation training, exercising, and maintenance. بعد عمل الخطة لابد من اختبارها والتدريب عليها وتدقيقها وتحديث معلوماتها
وسائل الحماية من
الإشعاع
بالرغم مما ذكر أعلاه
من آثار للإشعاع والتعامل معه، إلا أنه يمكن الوقاية من هذه الآثار وتقليل احتمال
حدوثها باستخدام الوسائل والأسس العلمية الصحيحة التالية للتعامل مع الإشعاع :-
1.استخدام أجهزة الكشف عن الأشعة
حيث
أنه لا يمكن حس الأشعة بحواسنا الخمس، فإنه يجب استخدام أجهزة مناسبة للكشف عنها،
وتسمى هذه الأجهزة بأجهزة المسح أو الكشف الإشعاعي. وتقوم هذه الأجهزة بالكشف عن
الأشعة وتحديد كمياتها، كما يحتوي الكثير من هذه الأجهزة على وسائل إنذار (صوتية
ومرئية) تنبه المستخدم عن تواجد الأشعة وشدتها.[9]
2. تقليل زمن
التعرض
من
المعروف أن الجرعة الإشعاعية (وبالتالي احتمال حدوث الضرر للمتعرض) تزداد بازدياد
زمن التعرض. فكلما زاد زمن التعرض للأشعة كلما زادت الجرعة الإشعاعية وبالتالي زاد
احتمال حدوث أي من الآثار الإشعاعية المذكورة أعلاه. لهذا فإنه على من يتعامل مع
الأشعة أن يحاول دوما إنجاز عمله في أقل وقت ممكن وذلك للحفاظ على نفسه وعلى
الآخرين من الأذى.
3.المسافة واستخدام وسائل
التعامل عن بعد
تزداد الجرعة الإشعاعية
كلما قلة المسافة بين المتعرض ومصدر الأشعة، لهذا فإن على من يتعامل مع الأشعة
يحاول دائماً عدم الاقتراب من مصادر الأشعة أكثر من المسافة اللازمة له لإنجاز
عمله كما أن عليه أن يحاول استخدام أجهزة التحكم عن بعد كلما أمكنه ذلك.[14]
4.الدروع ووسائل الحماية الشخصية
إن أي حائل يمكن
استخدامه بين المصدر المشع والمتعرض يمكن أن يقلل كمية الأشعة التي تصل للمتعرض
وبالتالي يقلل جرعة المتعرض. لهذا يجب دائماً حفظ المصادر المشعة في حاوية (دروع)
خاصة تمنع أو تقلل التعرض للأشعة المنبعثة من المصدر، كما يجب لبس الملابس الواقية
كلما كان ذلك ممكناً. جدول (1) يوضح الحوادث المتعلقة بالإشعاع والمعدات
المستخدمة للوقاية منها[9],[7]
جدول (1) الحوادث المتعلقة بالإشعاع والمعدات المستخدمة للوقاية
منها
الدراسة الميدانية لأحدي مختبرات
الإشعاع
تم البحث الميداني بين مجموعة من الباحثين والفنيين العاملين في
إحدى المراكز البحثية في جمهورية مصر العربية حيث يحتوي المركز علي معمل للقياسات الإشعاعية
حديث التأسيس. حيث يملك المعمل مجموعة من أجهزة الفحص المعملي والحقلي بغرض فحص الإشعاعات
المنبعثة من الخامات الأولية والمواد المصنعة المستخدمة في الأعمال الهندسية. ويعد المعمل المختار لعينة الدراسة أكثر عرضة
للتسرب الإشعاعي الناتج عن أزمات الحرائق حيث يقع بجوار مختبر الحرائق ويتم أجراء
اختبارات الحرائق بصفه متكررة قد تصل لمرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا. والعينة التي
تم إجراء الاستقصاء فيما بينها (15 فردا) هي العينة الموكلة بإدارة وتشغيل المعمل
المذكور والتعامل مع حالات الطوارئ المختلفة التي قد تحدث للمعمل خاصة المؤدية
لتسرب إشعاعي. والمعمل مزود بحواجز رصاص للوقاية من الإشعاع إلي جانب بعض أدوات
الوقاية الشخصية الخاصة بالأفراد المعرضين للإشعاع.
من واقع البحث الميداني تبين عدم وجود خبرة سابقة لدي جميع
الفنيين و الباحثين في إدارة أو تشغيل هذه النوعية من المختبرات، كما لم يحصل أي
من الفنيين علي دراسات أكاديمية متخصصة أو تدريب في مجال الإشعاع، بينما حصل النذر
اليسير من الباحثين علي دراسات أكاديمية بنسبة 30% وحصل بعض الباحثين علي تدريب
لمدة أقل من شهر بنسبة 50 %.
وفي إطار تقييم مدي معرفة العينة بالتأثيرات السلبية للتسرب الإشعاعي
وجد أن 100% من العينة ليست علي دراية بالتأثيرات المبكرة والأعراض المباشرة
للتسرب الإشعاعي مما يشكل خطورة عند التعامل مع الإشعاع، بينما 40% من العينة علي
دراية بالتأثيرات المتأخرة والأعراض التي تظهر علي المدى البعيد بينما 10% فقط علي
دراية بالتأثيرات الوراثية. جميع أفراد
العينة يحتاجون للتدريب علي الإسعافات الأولية وأساليب الوقاية لمن تعرض لجرعة
إشعاعية وكذلك تعريفهم بأساليب الفحص الدوري والأجهزة المستخدمة كمؤشرات أمان
لمعدل التعرض.
وتبين من الاستقصاء أن 65% من العينة علي دراية بنوعيات الأشعة
الضارة التي قد ينجم عنها تسرب إشعاعي، ويدرك 10% فقط دور الكوارث الطبيعية علي
اختلاف أنواعها والكوارث الاخري مثل الحرائق والماس الكهربي وغيرها في حدوث التسرب
الإشعاعي. واتضح كذلك من الاستبيان أن 40% من العينة علي دراية بالإجراءات الواجب إتباعها
عند حدوث التسرب الإشعاعي وكذلك الجهات الموكلة بالتعامل مع هذه النوعية من
المخاطر سواء علي المستوي المحلي مثل هيئة الأمان النووي والرقابة الإشعاعية أو
علي المستوي الدولي ممثلا في هيئة الطاقة الذرية.
الاستنتاجات والتوصيات المتعلقة بالبحث الميداني
من واقع البحث الميداني يتضح أن مكامن المخاطر الإشعاعية من
جراء المختبرات الإشعاعية أو وحدات الأشعة والعلاج الذري بالمستشفيات هي الأشد
خطورة حيث تنتشر متاخمة للكتلة السكانية وتفتقر للكثير من عوامل السلامة والأمان،
كما أن العمالة الفنية القائمة عليها تفتقر للخبرة والدراية بمخاطر الإشعاع ولم
يتلقي معظمهم التدريب الكافي أو الدراسة التي تؤهلهم للتعامل مع التسرب الإشعاعي.
مما سبق يتضح لنا خطورة الحوادث الناتجة عن الإشعاع أي كانت أسبابها
وكيف أن الحرائق تعد واحدة من أهم الأسباب التي قد تؤدي لحدوث التسرب الإشعاعي في
المنشآت المتعاملة مع الإشعاع لذا يجب الالتزام بالعناصر التالية:-
1. ضرورة
استخدام وسائل الوقاية الشخصية من الحوادث.
2. ضرورة تدريب الأشخاص
المتعاملين مع حوادث الإشعاع تدريبا خاصا وفقا للمعايير الدولية المتعارف عليها.
3. ضرورة توافر
الكواشف الإشعاعية والتأكد من عملها بالكفاءة المطلوبة وذلك لمحاولة تجنب حدوث
الحوادث وذلك لفداحة الآثار الناجمة عنها خاصة الآثار المتأخرة والآثار الوراثية.
4. إجراء الفحص
الدوري للمتعاملين مع الإشعاع ولفريق الطوارئ ومحاولة تقليل زمن تعرضهم للإشعاع
إلي الحد الأدنى لتقليل المخاطر.
5. وضع برنامج
منظم للصيانة الوقائية والصيانة التنبؤية في المناطق المعرضة للإشعاع وذلك بهدف منع
الحوادث وتلافي آثارها.
الاستنتاجات والتوصيات العامة
التوصيات المتعلقة بإدارة المخاطر
الإشعاعية
1- تصنيف
المعلومات المختلفة بأشكال المخاطر القدرية والصناعية ودرجة خطورتها ومواقعها وتأثيراتها
ووضع الخطط اللازمة لمواجهتها.
2- التنسيق مع
هيئة حماية البيئة لتحديد المخاطر التي تهدد السكان من أجل تزويدها بأجهزة الإنذار
المبكر.
3- إصدار بيانات
وسجلات المواد الخطرة وخصائصها ونطاق خطرها والعمليات اللازمة للتغلب عليها.
4- وضع الخطط
الكفيلة للاستجابة للطوارئ في مواجهة الكوارث.
5- التنسيق مع
المراكز العلمية وهيئة حماية البيئة في كيفية التخلص من مخاطر النفايات.
6- الإشراف على
تسجيل مستويات الحماية في المخابئ أو الملاجئ وخلافها.
7- الإشراف على
وضع الخطة العامة للعمل التطوعي.
8- وضع القواعد
والأسس اللازمة لوسائل الإنذار المستخدمة.
9- تحديد نغمات
الإنذار وإبلاغها للجهات المعنية.
10- إصدار
تعليمات استخدام وسائل الإنذار.
11- الإشراف على
مباشرة أعمال الإغاثة وتوزيع المواد على المتضررين.
12- متابعة
عمليات الإنقاذ وإقامة معسكرات الإيواء ونقل المتضررين إلى أماكن آمنة.
13- التنسيق
الدوري الدولي لعمليات الإغاثة.
14- متابعة
وإعداد التدابير الإحصائية السكانية بالتعاون مع الجهات المختصة.
15- التنسيق مع
الوزارات والمصالح والمؤسسات العامة والخاصة لوضع إمكاناتها تحت تصرف الدفاع
المدني في الحالات الطارئة.
16- تحديد
متطلبات وأساليب العمل في مراكز العمليات الثابتة والمتحركة.
17- التنسيق مع
وزارة الإعلام لوضع السياسة الإعلامية وتوعية السكان في المناطق المعرضة للخطر.
توصيات عامة تتعلق بخطط الطوارئ
1- تدريب
مستخدمي الحماية المدنية.
2- إعداد ونشر
المستندات الفنية الأساسية والمراجع من أجل تسهيل واجبات ومهام الأجهزة الوطنية.
3- تجميع وتسجيل
جميع ما ينشر من بيانات حول النظم التابعة للحماية المدنية في العالم.
4- تنمية تدريس
الإسعاف ومكافحة الإشعاع والإنقاذ بدءاً
من التعليم الابتدائي وحتى التعليم العالي.
5- تخطيط وتنظيم
حماية المنشآت الصناعية والتجارية والحكومية.
6- إجراء دراسات
وبحوث تهتم بالأخطار النوعية مثل الفيضانات والزلازل والأعاصير والانزلاق الأرضي
أو الثلجي، والأوبئة والانفجار والتلوث والحرائق وغيرها وما ينجم عنها من آثار.
7- تنظيم
المساعدة الإقليمية في حال وقوع كارثة.
8- التعاون مع
المنظمات والمؤسسات المختصة.
المراجع
1-
L. Bretherick, “Bretherick, s handbook of reactive chemicals hazards:
an indexed guide to published data”, London, Boston: Butterworths, 1990.
2-
R. Schnepp ans P. Gantt, “Hazardous Materials: regulations,
Response & Site Operations” New
York; Delamer Publishers, 1990.
3-
W. Mahn, “Academic laboratory chemical hazards guidebook” New York; Van Nostrand
Reinhold, 1991.
4-
N. Proctor and J. Hughes, “Chemical hazards of the workplace”,
Philadelphia”
Lippincott, 1988.
5-
N. Sax, Dangerous Properties of Industrial Materials”, New York, Van Nostrand, Reinhold,
1988.
6-
P.J. Landrigan , W.A. Suk, and R.W. Amler, “Chemial Wastes,
Children,s Health, and the Superfund Basic Research Program” Environ Health
Prospect 107: 423-427(1999).
7-
Chemial Incident reports. USA
Safety and Hazards Investigation Center, Washington
D.C.
8-
K. Mellanby, The biology of pollution , The Camelot Press
Ltd., 1975
9-
K.R. Muller, Chemical /waste, Springer-Verlag; 1986.
10-
G.F. Nalven, Environmental management pollution prevention,
AIChE, 1997.
11-
H.R. Jones, Environmental control in the organic and
petrochemical industries, Noyes data Corp, 1971.
12-
J. Berry, D.W. Osgood,
and P. St.Johns, Chemical villains – biology of pollution, The C.V. Mopsby
Company, 1994.
13-
M. Arienti, L. Wilk ,
M Jasinski, and N. Prominski, Dioxin-containing wastes – treatment
technologies, Noyes data corp , 1988.
14- J. Kent, Riegel, s Handbook of Industrial Chemistry,
New York”,
Van Nostrand, Reinhold, 1992
15- ماهر جمال علي: التخطيط الأمني لإدارة عمليات مواجهة
الكوارث، ورقة علمية مقدمة إلى المؤتمر الشرطي الثاني لتطوير العلوم الأمنية، دبي
1994م/ص37 نقلاً عن د/فهد الشعلان في كتابه: إدارة الأزمات/188، ط1، 1419هـ/1999م.
16- د/ أديب خضور: الإعلام والأزمات/58،ط1، الرياض
1420هـ/1999م،أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية